السبت، 5 أبريل 2014

قصّة قصيرة

لحظةً..
أبْعَدَتْ شبح الوهن الّذي كان يحاصرها.. قاومت كلّ تلك الكآبة الّتي اجتاحتها لأيام.. أغمضَتْ عيناها عن كلّ الأمور الّتي لا تعجبها حولها.. أطفأت جميع المشاعر في قلبها.. اختطفت كتابها وخرجت إلى حديقة المنْزل.. قطفت حباتاً من الفرصاد الأحمر الّذي تحبه.. جلست وأمام ناظريها كلّ تلك الخضرة..
أصمّت أذنيها عن تلك الضوضاء حولها وأخذت تنصت إلى تلك الزقزقة الشجيّة لأول مرّة منذ أيّام..
تناولت ما بيديها من فرصاد.. ثمّ فتحت كتابها على آخر مكان وصلت إليه.. فقرأت "لتكن يا رب مشيئتك؛ لأنّك عليم بمكامن الضعف... ولا تُكلّف النفس إلّا وسعها. فلتتفهم حبّي لأنه الشيء الوحيد الّذي قد أحمله معي إلى الحياة الأخرى. فاجعل أنْ يبقى شجاعاً ونقيّا، أن يقدر علَى البقاء حيّا برغمِ هوى العالم وعثراته"..

أغلقت الكتاب ثمّ تأملت السّماء طويلاً وعادت إلى المنْزل وقد علّت محياها ابتسامة وكأنّها رجعتْ بروحٍ أخرى!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق